vendredi 11 mars 2016

تكريم المخرج لطيف الحلو بطنجة


سينمائي من زمن الالتزام بالقيم الجميلة


 خلال الدورة 17 للمهرجان الوطني للفلم تم تكريم عدد من الفعاليات الفنية و السينمائية/ وقد تميز حفل افتتاح المهرجان بتكريم السينمائي المغربي لطيف لحلو, وألقى الناقد السينمائي الرفيق محمد بكريم بهده المناسبة الشهادة التالية:


أود في البداية أن انوه بمبادرة اللجنة التنظيمية للمهرجان الوطني للفلم ورئيسها مدير م.س.م السيد صارم الفاسي الفهري لحرصهم على استمرارية هذا التقليد النبيل في تكريم بعض الشخصيات التي بصمت بعطائها مسار السينما المغربية، وان يتم اختيار السيد لطيف لحلو من ضمن شخصيات هذه الدورة لحظة بليغة في دلالتها وغنية في إبعادها الرمزية ولا تخلو من رسائل . ألخصها في ثلاث مستويات :
رسالة إنسانية تنطق بمشاعر التقدير والاحترام إلى رائد من رواد السينما المغربية ينتمي إلى جيل التأسيس مؤسساتيا وتدبيرا. وتكريمه اعتراف بهذا الدور الريادي
الرسالة الثانية : رسالة مهنية، أن تقف المهنة هذا المساء هنا في طنجة وفي هذه اللحظة التكريمية لأحد رموزها تعبير عن رغبة في بناء علاقات جديدة مبنية على الاحترام والاعتراف من اجل العمل على رص الصفوف من اجل مواجهة التحديات الكبيرة المطروحة على المهنة.
الرسالة الثالثة : التي يحمله تكريم لطيف لحلو، رسالة تربوية موجهة إلى الجيل الجديد من المنتجين والمخرجين والتقنيين للتأمل في تجربة غنية بتنوعها ومتميزة با ستمراريتها رغم كل الظروف. .تجربة تحيل الجيل الجديد إلى ما هو أساسي وهو أن السينما ليست فقط اختيارات تقنية خاصة في ظل الثورة الرقمية التي جعلت انتاج الصورمشاعا وحضور لطيف لحلو تذكيران المخرج السينمائي ليس تقني موهوب فقط بل مبدع ملتزم اتجاه فنه واتجاه مجتمعه . بان السينمائي ليس مجرد صانع صور  بل مبدع تحمل أفلامه  تعبيرات عن مواقف ووجهات نظر .
وجهة نظر اتجاه السينما، اتجاه الحياة.
السينما كموقف من الفن والمجتمع درس أساسي في هذا الظرف الذي تقدمت فيه السينما المغربية نسبيا في جوابها على السؤال التقني والفني وهي اليوم أمام السؤال الثقافي إن لم اقل السياسي أي الانتقال من التساؤل كيف إلى التفكير في  أي سينما لأي مجتمع ولقد تسنى للطيف لحلو أن يقدم تجربة متميزة في هذا الاتجاه ساعده في ذلك معطيات  طبعت مساره الحياتي والمهني على درب مسار واعد .
فهو محظوظ في اكتشافه السينما وهو طفل حيث حضر وهو تلميذ بمعية زملائه في الجديدة تصوير مشهد من فلم عطيل للسينمائي العبقري اورسن ولز فكان لدلك تأثير على مخيلته وعلى اختياراته الاكديمية و المهنية                                                                                                                                                                                                                                             

  
المعطى الثاني تكوينه السينمائي بإحدى اعرق المدارس السينمائية في العالم واختياره التخصص في أم التخصصات: المونتاج
ثالثا ارتباطه المبكر بتيار فكري سياسيي حداثي منحاز للناس البسطاء ولقيم الالتزام والتضامن.
 كل ذلك أثمر ارتباطا عضويا بالمهنة وأثمر أفلاما يمكن أن أقول عنها أنها سينمائية المبنى سياسية المعني وإنسانية المرمى
أفلام تؤسس لمتن يمكن أن أوجز خصائصه في مرحلتين تاريخيتين متكاملتين
مرحلة سوسيو انفوغرافية ركزت على البنيات الاجتماعية والثفافية في البادية وأداتها الفلم الوثائقي
مرحلة سوسيو نفسية تميزت بتحولات فنية و جمالية:
الانتقال من البادية إلى المدينة
 من الوثائقي إلى الروائي
من القصير إلى الطويل
أفلام روائية عملت على رصد تحولات المجتمع المغربي وانسداد تطوره عبر صبر العلاقات الاجتماعية والتقاط مظاهر العنف الرمزي الذي يتخللها أو التقاط بشكل استعاري عجز طبقة اجتماعية بأسرها (سميرة في الضيعة )  ثم التقاط بعض مظاهر الفشل السياسي للنخب الجديدة واندحارها الإيديولوجي ( الدار الكبيرة/ حفلة الميلاد )
انه في المجمل سينمائي من زماننا متتبع يقظ للإشكالات المطروحة  على القطاع . وللقضايا المجتمعية المختلفة .
مسارا وعطاء سخي يستحق وقفة إجلال واحترام
طنجة 26 فبراير 2016


Aucun commentaire:

Albachado de Hassan Aourid

  L’intellectuel et le pouvoir ou la déception permanente ·          Mohammed Bakrim «  Avant d’être une histoire, le roman est une in...