vendredi 31 mars 2017

التلفزيون ولد في أحضان الدولة و السينما على هامشها


تعتبر ثورة المعلومات ووسائل الاتصال عصب ومركز التحولات الكبرى التي تسم عصرنا الحالي. وهي تحمل سمات ما أصبحنا نطلق عليه اليوم اسم العولمة، إن لم تكن شعارها المركزي. إننا إزاء انقلاب عميق وجذري وشامل يتم بإيقاع جارف. وانطلاقا من الوعي بأهمية ومدى هذه الظاهرة، نظمت الأمم المتحدة سنة 2005 قمة عالمية عن مجتمع المعلومات، وذلك بهدف التفكير بشكل جماعي فيما يمكن أن يجسد «الحكامة الجديدة للقرن الحادي والعشرين». وقد تم إقرار الاحتفاء سنويا في السابع عشر من أبريل بيوم مخصص للتذكير بهذه الأهداف. بيد أن هذه القمة عرفت نقاشا صاخبا دار بالأخص على هامش الأشغال الرسمية حول القضايا ذات الطابع الاستراتيجي لتطور العلاقات في صميم مجتمع المعلومات. كما عبرت شرائح واسعة من الرأي العام عن آراء نقدية حيال ما يبدو بمثابة أساس للأطروحات المهيمنة داخل مجتمع المعلومات الجديد. فهذا الأخير أصبح خاضعا لهيمنة الثلاثي المكون من «السوق والتنظيم والقيم». فقد غدت الدول مطالبة بتشجيع المنافسة، وتوفير شروط استثمار القطاع الخاص الذي أصبح مطالبا «بتطوير البنيات التحتية والمضامين...». أما المجتمع المدني فقد أصبح في هذه الخطاطة محصورا في وظيفة المكمِّل أو في أحسن الأحوال لسد ثغرة الوضعية العالمية الجديدة. غير أن التطورات التي عرفتها السنوات الأخيرة قد مكنت مع ذلك من الدفع بالنقاش إلى حدود أبعد، خاصة مع ما تقدمه الثورة الرقمية ومبادرات المجتمع المدني الدولي. وهكذا، فإننا نجد أنفسنا اليوم في وضعية غريبة تتمثل في ما يلي: ففي الوقت الذي أصبحت فيه وسائل الاتصال أكثر فأكثر في ملك الخواص، ومتركزة بين أيدي بعض المجموعات التي تكاد تحتكرها، وذلك تحت تأثير إيديولوجيا نيوليبرالية، في ذلك الوقت، بالمقابل، أصبحت الآليات الجديدة لتكنولوجيا التواصل الجماهير تتكفل ديمقراطيا بالكلمة المدنية. لقد تبلورت إزاء الوسائط المهيمنة البالغة التطور شبكة بديلة لتداول المعلومات ترتكز على إعلام جديد يعتبر الأنترنيت والهاتف النقال وغيرهما أدواته الرئيسية. إننا بالمغرب نوجد اليوم في قلب التحولات المومأ إليها. والأحداث الراهنة التي يعيشها بلدنا غنية بالمعطيات التي تؤكد على جنينية نوعية مغربية من مجتمع المعلومات (قناص الصور بتاركيست، أحداث سيدي إيفني...). تمنحنا حالة المغرب مع ذلك العديد من الخصوصيات بالنظر إلى تجربة البلدان العربية الأخرى. فالمشهد السمعي البصري المغربي يعيش حاليا دينامية كبرى تمس السينما في المقام الأول، والتلفزيون والإذاعة في المقام الثاني. كما أن الوسائط الجديدة تعرف شغفا وإقبالا كبيرين عليها من قِبل الشباب. يمكننا القول، من منظور الإشكالية المطروحة في ندوتنا هذه، إن السينما والتلفزيون بالمغرب يقدمان لنا خطاطة جديدة ومبتكرة original يمكننا أن نلخصها كما يلي: لقد ولدت السينما على هامش الدولة، في الوقت الذي ولد فيه التلفزيون في حضنها ويسعى بالمقابل أن يتطور ضدها أو على الأقل أن يتحرر منها. لقد ظل هم السياسة العمومية في مجال تداول الصور يتمثل في التحكم المطلق في التلفزيون باعتباره امتدادا للأدوات الحكومية لتدبير العلاقة مع المجتمع. ففي الوقت الذي تم فيه إهمال السينما وتركها لحالها، ظل التلفزيون، عبر نشرة الأخبار، يعبر عن تلك النظرة الأحادية للتواصل. وظل المجتمع يحس بنفسه مقصىً من هذه العملية، ولهذا لن يتأخر في إبداء رد فعله على هذه الوضعية. لقد عرفت نهاية الثمانينيات حصول شرخ سوف يتخلخل معه هذا التحكم الحكومي في التواصل، وهو يتمثل في إطلاق القناة التلفزيونية الثانية التي أدخلت بشكل مبكر طريقة جديدة في معالجة المعلومات، خاصة ما يتعلق منها بتناول الوقائع المجتمعية. وإذا كان الأمر كذلك، فإن هناك حدثين أساسيين سوف يخلخلان تلك الخطاطة الجامدة منذ زمن: إصدار مرسوم تحرير القطاع السمعي البصري، الذي وضع حدا لاحتكار الدول لهذا المجال (مرسوم 2002)، وصدور ظهير غشت 2002 الذي أقر إنشاء الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري. وبذلك يكون المغرب قد أعلن انضمامه لمجموعة الدول التي تمتلك نظاما سمعيا بصريا مفتوحا. والصفحة الرئيسية لموقع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري معبرة في هذا المضمار، ويمكننا أن نقرأ فيها ما يلي:
* قرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري بشأن شكاية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون.
* إطلاق الجيل الثاني من التراخيص التلفزية والإذاعية.
 * وقف بث الوصلة الإشهارية «ميديتيل». * عقوبة بشأن شركة «سماحة ميديا».
* الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تصدر تقريرها المتعلق بالتعددية خارج الفترات الانتخابية.
      ومن المفيد بهذا الصدد أن نطلع على ما صرحت به الهيئة العليا للسمعي البصري بخصوص شكاية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان النشيطة في مجال حقوق الإنسان: « أصدر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، بتاريخ 28 ماي 2008، قراره رقم 08-19 بناء على الشكاية التي تقدمت بها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاريخ 22 أبريل 2008 ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بخصوص نقل القناة الأولى لتصريحات وزير الداخلية خلال الندوة الصحفية المنظمة يوم 20 فبراير 2008 . وصرح المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري بأن نقل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للتصريحات المذكورة يدخل ضمن الالتزامات القانونية للمتعهد، وبالتالي فالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ليست مسؤولة قانونيا عن مضامين التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية خلال الندوة الصحافية موضوع الشكاية». بعبارة أخرى، إننا أمام هيئة تحكيمية لها حرية التعبير عن نظرة المجتمع ووجهة نظره في مجال تدبير المشهد السمعي البصري. وما نتج عن ذلك اليوم هو انفتاح يتمحور حول قطب عمومي ينتظر منه أن يلعب دور محفز لمجموع المشهد السمعي البصري. إن مقياس هذا التطور يظل هو نشرة الأخبار، فهي اليوم المجال المركزي الذي ترتسم فيه معالم علاقات القوة بين المجتمع المدني والسلطة السياسية. من ثم فإن تاريخ تحرر التلفزيون العمومي يمكن أن يقرأ في شاشة conducteur نشرة الأخبار.
لكن حالة السينما المغربية تتطلب منا تحليلا مغايرا. فقد شدَّدنا على أنها ولدت بعيدا عن الاحتراف، بل بعيدا عن اهتمامات الدولة، على عكس التلفزيون الذي كان الوسيط الرسمي لها. والمحاولات الوحيدة التي قامت بها الدولة في هذا المضمار في نهاية الستينيات لم تسفر عن أي نتيجة تذكر. إنها مأساة السينما المغربية في مجال الإنتاج والوسائل، غير أنها أيضا وبشكل ما حظها السعيد، باعتبار أننا بالمغرب لم نعرف أبدا سينما رسمية، أي «سينما القطاع العام» كما هو الحال في العديد من الدول العربية الأخرى. إن المغرب يقدم اليوم عن نفسه صورة بلد تتطور فيه السينما باطراد وتعيش فيه وضعية جديدة قي مجال الإنتاج كما في مجال التجدد والاستمرارية، وذلك بدخول الأجيال الجديدة لمضمار الإبداع السينمائي. وذلك بالضبط ما نسميه دينامية السينما المغربية. فما هي خصائصها الرئيسية؟ وما هي أسباب تلك الحركية؟ يمكننا وصف تلك الدينامية بخطاطة ذات مستويين: وصف الخصائص التي تمكننا من الحديث عن دينامية في مجال السينما بالمغرب، ومستوى ثان نسعى من خلاله إلى تفسير هذه الدينامية. يتجلى هذه الدينامية في ثلاثة مظاهر على الأقل: الانتظام؛ والعيانية؛ والتنوع. الانتظام: تعرف السينما منذ عدة سنوات إيقاعا في النمو منتظما ومطردا، بحيث إنها تنتج ما بين اثني عشر وخمسة عشر فيلما روائيا. وهو أمر يندرج ضمن استراتيجية المركز السينمائي المغربي الهادفة إلى أن يبلغ المغرب في أفق 2012 إنتاج معدل 28 فيلما روائيا سنويا. وتشمل هذه السياسة الانفراجية أيضا الأفلام القصيرة. ففي 2006 بلغ الإنتاج أوجه بسبعين فيلما قصيرا... وهكذا ولى الزمن الذي كان معدل الإصدارات الفيلمية فيه لا يتجاوز فيلما واحدا والنصف سنويا، والذي كان فيه المغرب في مؤخرة البلدان المغاربية والإفريقية! فها هو يصبح اليوم في الصدارة إن مغاربيا وإن عربيا. ويعتبر المهرجان الوطني للفيلم أكبر تظاهرة سينمائية مكرسة حصرا للسينما الغربية، وهو بذلك المقابل للـ«سيزار» بفرنسا وجوائز «الغويا» بإسبانيا. وبما أنه يعكس بتطوره الملحوظ هذه الوضعية الجديدة، فقد تفضل صاحب الجلالة بإعطاء موافقته لتنظيمه سنويا. العيانية: لقد أصبح هذا الإنتاج المنتظم واضحا للعيان أكثر فأكثر. فالفيلم المغربي بات يشاهد أولا وقبل كل شيء في عُقْر داره. وهو معطى أساسي يعتبر منعطفا حقيقيا في التاريخ اليافع للسينما المغربية. فمنذ ثلاث سنوات، والفيلم المغربي يحتل المواقع الأولى في شباك التذاكر. ففي 2006 مثلا حظي «ماروك»، أول فيلم روائي للمخرجة السينمائية الشابة ليلى المراكشي، بمركز الصدارة متجاوزا فيلمين مغربيين آخرين هما السمفونية المغربية لكمال كمال، والأجنحة المتكسرة لمجيد رشيش... وفي 2007، كان فيلم أحمد بولان، ملائكة الشيطان الأول في شباك التذاكر. وهكذا أصبحت الحصة التي يحظى بها الفيلم المغربي في السوق السينمائي مشرِّفة أكثر بحيث بلغت 15 بالمائة. إنها أيضا سينما تحظى بالعيانية في الخارج، وخاصة في المهرجانات الدولية، بحيث لا يمر شهر من غير أن تكون السينما المغربية ضيفا عليها من خلال عروض استعادية أو برنامج خاص أو بانوراما. وباعتبار أن المغرب أصبح رمزا لهذا الانفتاح الدولي، فقد كان في مُفْتَتح الشعبة section الجديدة التي دُشنت في 2005 بمهرجان كان بعنوان «سينمات العالم كلها». كما أن المغرب دخل سنة 2006 للقرية الدولية بمهرجان كان بافتتاحه لجناحٍ لاقى نجاحا مشرِّفا. التنوع: حيثما حلت هذه السينما وارتحلت وعُرضت، تفرض ملاحظة نفسها: تتمتع هذه السينما المغربية بتنوع كبير في المواضيع والمقاربات الجمالية. إنه تنوع يعكس تمازجا يكشف عن مَقْدم شباب سينمائيين، متخرجين من المدارس المتخصصة وآتين من المهاجر... إنهم المحرك الرئيسي لتلك الدينامية. كيف بلغنا هذا المبلغ؟ ما الذي يمكن أن يفسرنا هذه الدينامية؟ لأقدِّمْ لكم تفسيرا يقوم على ثلاثة عوامل: وجود تقليد عشقٍ للسينما يجعل من السينما أولا وقبل كل شيء ممارسة ثقافية نابعة من المجتمع المدني. إنه تقليد عرف أوجه في السبعينيات من القرن الماضي خاصة مع حركة الأندية السينمائية التي أوصلت الثقافة السينمائية إلى أقاصي البلاد. وهي حركة أفرزت وجوها مرموقة في ميادين التنشيط والنقد السينمائي. وجود جيل من السينمائيين الرواد قاوموا السنوات العجاف ومكنوا السينما من أن تظل أفقا احترافيا ممكنا. وهم الذين ضمنوا للسينما تجذرا ممكنا في فضائنا الثقافي. فمنذ ستينيات القرن الماضي راح شباب مثقف لدراسة السينما بباريس ولودز وموسكو وغيرها. وعادوا للدفاع عن سينما متآلفة مع طموحات بلادهم. وهم الذين حققوا انطلاق الأفلام المؤسسية الأولى، وأنتجوا أولى أعمالهم التخييلية في الغالب في ظروف صعبة، غير أنها أفلام أضحت اليوم مرجعيات للأجيال الجديدة. توفر إرادة حقيقية اليوم للنهوض بالسينما، وهو ما كان في عداد المستحيل سابقا. وهذه الإرادة التي يعبر عنها صندوق الدعم السينمائي، والتي أصبحت سنة 2004، تسبيقا على المداخيل، التي بلغ مجموع رصيدها اليوم 60 مليون درهم. بل بلغنا أن الرقم سيصل إلى 70 مليون درهم في السنة القادمة والمدى القريب، بحيث يمكننا أن نتوقع لا محالة تجاوز الحد الرمزي للمائة مليون درهم ! وتسهر على توزيع الدعم لجنة مستقلة عن السلطات العمومية، تتخذ قراراتها بحرية كاملة. وهي معينة لمدة سنتين وتجتمع ثلاث مرات في السنة. وتترأسها شخصية من المجتمع المدني (فقد تم تعيين بنسالم حميش خلفا لأحمد بوكوس...). إن مجموع هذه العناصر يشكل اليوم مناخا ملائما لانبثاق صناعة سينمائية فعلية تكون ليس فقط اختيارا مشروعا وإنما موثوقا به. أما الحماس الذي قابل به الشباب مهن السينما فيظل ضمانة للمستقبل. فنحن نلحظ فعلا إقبالا كبيرا للشباب على مهن السينما؛ وهو ما يجعل من قضية التكوين أحد النقط الجوهرية في المهام المنوطة بالسنوات المقبلة. يعود ذلك الإقبال وهذا الاهتمام العمومي والثقافي بالسينما أساسا إلى المكانة الجديدة التي اكتسبتها السينما في الإنتاج الفني. ويمكننا أن نؤكد يقينا أن السينما تمثل اليوم الشكل التعبيري الأول للمتخيل الجماعي للمجتمع المغربي. فقد أضحى الجمهور المغربي يتآلف مع الإنتاجات السينمائية المحلية، ملاقيا باستمرار سُنَنا وصورا ووجوها متواترة تجعله وفيا لتلك السينما انطلاقا من عَقْد تواصل سردي وجمالي بيِّنَيْن. فالسينما المغرب لم تعد مفهوما، ولم تبق مجرد تجريد. إنها أصبحت حاملا تعبيريا له تصوراته للمجتمع المغربي المصحوبة أيضا باكتشاف متعة الحكاية. فعلى غرار السينمات العتيدة، تقيم السينما المغربية نجاحها على أساس تشكيل بعض القوالب الجاهزة التي تضمن للجمهور عناصر استدلالية، وتمكنه من «اللقاء» بصورته حول مواضيع وأمكنة معينة أو فقط حول صور استدلالية محسوسة. وهكذا، ثمة سينما شعبية لا تتردد في استلهام موضوعاتها من الوقائع الراهنة، بحيث ترسم محاور كبرى للدلالة ينهض عليها توافق اجتماعي، كوضعية المرأة، والهجرة السرية مثلا. فهناك اتجاه في السينما المغربية يقوم على ما يمكن تسميته بسيناريو القرب، حيث تشكل عناصر الواقع اليومي لحمة النسيج السردي (أفلام محمد اسماعيل، حسن بنجلون، سعد الشرايبي، حكيم النوري...). إنه اتجاه اجتماعي لا يتردد في التناول المباشر لبعض المواضيع الخاضعة للنقاش، كما كان الحال مع الأفلام التي عالجت سنوات القمع السياسي في سبعينيات القرن الماضي. بل يمنكننا القول بهذا الصدد بأن السينما قد لعبت دورا رياديا، وذلك بمقاربات متباينة لقضية الذاكرة: فالغرفة السوداء لحسن بنجلون اقتباسٌ درامي للسيرة الذاتية لمعتقل سياسي سابق، في الوقت الذي لعب فيه فيلم الجيلالي فرحاتي على الالتباس بجعل شخصية معتقل سابق فاقد للذاكرة في قلب حكايته السينمائية. وهو إذ يخرج من السجن يبدأ بالبحث عن ذاكرته المكبوتة، على غرار مجتمع بكامله يسعى لامتلاك مصيره. إن الاتجاه السائد يمكننا من حصر عناصر الثبات الجمالي في ثلاثة ثوابت قد تساعدنا في رسم ملامح السينما المغربية المعاصرة: انبثاق صورة الممثل، بحيث إن السينما المغربية أصبح لها نجومها، وممثلوها الشعبيون الذين أضْحوا أيضا عبارة عن توجه للتسويق؛ ووضعية اعتبارية جديدة للسيناريو، بحيث إن الكتابة للسينما استعادت كامل أهميتها التي تتجلى اليوم في دعم تطوير السيناريو. رجحان المشهد على حساب اللقطة كمبدأ للكتابة السينمائية بحيث إن إخراج الأفلام نفسه بدأ يعرف التحول. فإذا كانت سينما السبعينيات تتسم بالتركيز على اللقطة، فإن السينما التي حققت منعطفَ التسعينيات قد راهنت على المقاطع السردية الأطول، وعلى المشهد باعتباره وحدة أساسية للحكاية. وهكذا أصبحنا أمام نظام للمقروئية تعِد بالكثير من العيانية. لكن، كما شدَّدت على ذلك آنفا، ليست السينما المغربية بناء أحاديا، فغناها يتمثل في تنوعها. فبجانب سينما «السيناريو» التي تسعى إلى توجيه تلقي الفيلم، تطورت سينما مغايرة تندرج في استراتيجية التجاوز للقوالب الجاهزة، وتقترح التعامل مع أمكنة جديدة (ياسمين القصاري، اسماعيل فروخي...)، وتشتغل على وجهات مغايرة لإدراك الواقع، وبالأخص على إعادة بناء الحكاية الفيلمية، وتركز على علاقة جديدة بالتخييل المطعَّم بجمالية التسجيلي (داود اولاد السيد...)، أو على نظرة موسومة بعشق السينما (فوزي بنسعيدي).
2010 juillet


vendredi 24 mars 2017

Variations autour du scénario


La question du scénario est récurrente dans le débat (sérieux) sur le cinéma marocain. . D’abord parce que ce fut toujours une grande attente du paysage audiovisuel. Le cinéma au Maroc a démarré comme cinéma d’auteur; l’écriture dramatique étant pratiquement un exercice inédit les pionniers du cinéma ont développé eux-mêmes leurs propres histoires. Au Maroc il y a le métier de cinéaste mais il n’y a pas celui de scénariste. La demande n’en continue pas moins de se développer proportionnellement à l’existence d’une véritable production dramatique. Notamment depuis que 2M, sous la direction de M. Saïl, a initié sa politique de téléfilms (à son départ en septembre 2003, la chaîne a produit 24 téléfilms en une année avec l’objectif d’un téléfilm par semaine). L’une des premières conséquences de cette démarche est de mettre au premier plan la question du scénario : on peut dater de cette période le véritable démarrage de la question du scénario. Recherche scénario/scénariste désespérément.
A Tanger, lors de la dernière édition du festival national du film, la question était une nouvelle fois abordée, frontalement lors des conférences de presse qui suivent les projections ou en filigrane à propos de tel film ou de tel autre. On a par exemple comparé des films vus avec des scénarii lus. Ce fut le cas surtout avec le film Nuits ardentes de Hamid Bénani. Certains observateurs ont ainsi souligné que le scénario à l’origine du film était de loin plus réussi que le film. A retenir également que le scénario primé, Iperita, de Mohamed Bouzaggou est original écrit par le réalisateur lui-même sur idée de Ahmed Zahid : c’est révélateur ! C’est un premier film et son auteur n’a bénéficié ni de résidence d’écriture, ni de coaching. C’est un romancier à la base, et son script est d’une grande justesse dramatique et d’une grande profondeur psychologique. Du coup les managers du scénario devraient y réfléchir…
Il n’y a pas de recettes miracles à ce niveau. Il y a indéniablement un facteur essentiel, le temps. L’existence d’une pratique scénaristique sera une affaire de maturité. Il ne faut pas se leurrer : un scénariste n’est pas le lauréat d’une université, d’une résidence d’écriture ; il est le produit d’une culture, d’un environnement. Il est difficile pour un pays qui n’a pas de pratiques théâtrales, romanesques, picturales et cinématographiques de voir émerger des scénaristes. Mais ce n’est pas une raison de ne rien faire. En la matière aussi la volonté est un formidable carburant. La littérature n’a pas de frontières et l’écriture dramatique est un héritage universel. Un dramaturge marocain se forme aussi en se confrontant d’abord à la grande tradition d’écriture dramatique qui remonte à Aristote et ne s’arrête pas aux seuls romanciers de la langue d’écriture. Les traductions mettent à la disposition de chacun un formidable trésor en matière de fiction.
C’est notre postulat de base : l’écriture du scénario est une affaire de culture, vient ensuite la technique. Celle-ci, aujourd’hui, fortement disponible sous forme de manuels ou carrément de logiciels d’écriture. C’est le conseil que je n’arrête pas de réitérer aux jeunes scénaristes qui se confrontent pour la première fois à l’écriture de leur premier projet : libérez-vous de l’angoisse technique ; le découpage se fera à un stade ultérieur, et il y a  la personne compétente pour le faire. Commencer d’abord par cerner votre sujet puis donnez-lui un corps dans une belle histoire. Celle-ci ne vient pas comme une simple anecdote; elle obéit à un traitement, à une progression.
Quand on tient son idée ; quand on a une histoire qui va la porter, on passe ensuite à un équilibrage de l’écriture qui obéit à des règles séculaires illustrées par ce que l’on appelle le paradigme hollywoodien, en fait universel, celui des trois parties ou la loi des trois actes : la situation initiale, le conflit et la situation finale. C’est une affaire de dosage. Le premier acte est aussi important que le conflit et la résolution ; non seulement il donne les informations utiles à l’adhésion du récepteur mais il place les ingrédients du développement futur. D’où l’intérêt qu’il faut accorder aux vingt premières pages au moment de l’écriture. Elles sont le lieu de l’exposition et s’achèvent sur le premier incident déclencheur, le premier rebondissement qui m’informe que quelque chose arrive.


lundi 20 mars 2017

Hassan Rachik : Eloge des identités molles


C’’est certainement le mot le plus galvaudé par les temps qui courent ! Dans les médias, dans les discours des politiques (tendances populistes, mais pas seulement)…Le mot identité  offre par son élasticité sémantique la possibilité à chacun l’opportunité de le charger de le récupérer pour le mobiliser au service d’une construction qui lui est spécifique. Les individus également à leur niveau le traduisent dans leur comportement, leurs choix et leur vécu. De quoi interpeller les sciences sociales qui en font un des thèmes de recherche les plus prisés en termes d’analyse, d’exploration de ses différentes facettes.  En somme, l’identité est partout et nulle part ! sauf qu’aujourd’hui son omniprésence prend des allures tragiques ; on en est arrivé à ce que Amin Maalouf avait appelé Les identités meurtrières : on meurt et on n’hésite pas à porter la mort autour de la question de l’identité. C’est ce que souligne Hassan Rachik dans son nouveau livre, Eloge des identités molles : « dans un monde où le répertoire identitaire ne cesse de s’allonger, où la kalachnikov est au bout de certaines formes identitaires, nous sommes tenus de savoir comment porter les identités de nos communautés religieuse, politique, linguistique, tout n gardant notre autonomie » !
Le professeur des sciences sociales, anthropologue dont les travaux sont de renommée internationale, pointe ainsi du doigt les enjeux des choix identitaires. Hassan Rachik aborde dans cet essai, tonique et didactique, le rapport entre l’individuel et le collectif dans un environnement marqué par une exacerbation et surtout une idéologisation des appartenances identitaires. La question centrale est celle de l’autonomie de l’individu. Il plaide pour des identités contextualisées, relatives et évolutives versus les identités figées et univoques. «  Je défends en tant que chercheur, une identité contextuelle, délibérée et relative » écrit-il en ouverture de son livre. Dans cette approche développée par l’auteur, le sujet dispose toujours « d’un menu » où il puise un comportement identitaire contextualisé. Une approche aux antipodes d’une conception totalitaire qui impose à l’individu une identité définitive et figée.
L’ouvrage d’un accès ouvert est ordonné à partir d’un cadre général qui aborde l’idéologisation des identités ; suivi de plusieurs chapitres qui analysent les différentes formes que prend  chaque expression identitaire : identifiée puis comparée à celle qui lui est opposée. Pour arriver à cette conclusion : « Je pense que la conception molle de l’identité favorise le vivre ensemble » ; Hassan Rachik précise encore pour atténuer une possible connotation négative de l’adjectif « mou » : j’aimerais que les lectrices et les lecteurs retiennent, ici, l’idée de souplesse, de la flexibilité, et de la variation selon la biographie des individus et de leurs contexte


samedi 18 mars 2017

Tanger: Dkhissi, Lasri, Belabbès et les autres



La 18ème édition du festival national du film, qui se termine  samedi, a tenu toutes ses promesses ; dans tous les sens. Elle a été ainsi un excellent indicateur de l’état des lieux du cinéma, et comme nous l’écrivions, elle a fourni de nouveaux éléments pour alimenter la grille de décryptage des mutations en cours. Mais également des indices du malaise qui la traverse et entrave l’émergence d’un nouveau départ. Autant d’éléments à décortiquer,  le moment voulu, pour souligner les promesses de l’avenir et  pointer du doigt les forces du passé qui l’enchaînent encore.
Une ouverture sous le signe de l’émotion
D’une manière inédite dans l’histoire du festival à Tanger c’est la grande salle du centre culturel, au nom nostalgique, Ahmed Boukmakh, qui a abrité la cérémonie d’ouverture dédiée exclusivement aux hommages. Aux disparus du cinéma marocain et à certaines figures encore vivantes du septième art marocain. Faut-il mélanger les deux registres : en effet on peut s’interroger si on peut gérer judicieusement les deux séquences en assurant le passage harmonieux d’un moment de recueillement dû à la mémoire des absents à un moment censé être celui de la reconnaissance et de la célébration pour des talents qui travaillent pour le cinéma?  J’avoue que c’est très délicat et je profite de l’occasion pour saluer l’excellent travail fourni pour réussir cet exercice difficile par la maîtresse de cérémonie l’excellente Fatéma  Nawali et l’homme de l’ombre, le metteur en scène qui a travaillé en toute discrétion Adil Fadili.  Le point paroxystique de la soirée a été atteint par l’hommage rendu à J. Dkhissi. La salle lui a réservé un stand up ovation qui dit toute l’estime que lui porte la profession. On a insisté sur son rôle de pédagogue, d’homme de théâtre et de grand comédien découvert tardivement –hélas- par le cinéma. A ces qualités indéniables, je voudrai ajouter un témoignage  personnel. J’ai eu la chance de découvrir ce grand Monsieur au début des années 1970 avec un groupe d’excellents amis : le dramaturge Yahya Boudlal et la star de la chanson et des écrans Younes Megri.  Venu juste de rentrer de Moscou où il a fait ses études, j’ai découvert en Dkhissi, un autre talent, celui d’un grand poète. Invité un jour chez des amis à lui, il les trouve en train de célébrer l’anniversaire de leur fille. Le cadeau que Jamal lui a offert était un poème qu’il avait écrit spécialement  et spontanément pour elle. C’est cette image de poète rebelle que je retiens de cette période. Compagnon de route du parti communiste marocain, J. Dkhissi avait un sens de l’engagement total ; toute sa vie est dédiée à ce qu’il aime…c’est pour cela que je considère qu’’il a les armes qui, Inchallah, lui permettront de triompher dans l’actuel combat qu’il mène contre le mal.
Court deviendra grand
C’est une première impression, mais je suis du genre à me fier à mes impressions, sur l’ensemble des courts métrages en compétition officielle vus jusqu’à mercredi après midi, cette édition se présente comme une rivière qui charrie des pépites. Je cite Bêlons de Mehdi Azzam qui malgré les limites du scénario est inscrit dans une logique de cinéma (cadre, mouvements…) empreinte de cinéphilie ; le goût de Saint-Pierre de Mouatassim Billah qui a réussi à créer un univers atypique loin des sentiers battus du réalisme facile ; la comédie très rythmée Tikitat sounima de Ayoub Alyoussofi avec des enfants hyper doués  ;  Comme un 14 février de Wadii Cherrad sur les retrouvailles d’un couple ; Non de Dimna Bounailat qui malgré un récit rocambolesque surfant sur les traumatismes d’enfance, a fourni une construction de plans relevant pratiquement du baroque riches en couleurs et en signes donnant au film une dimension picturale indéniable ; et puis le top du top Un jour de pluie de Imad Badi qui remet les pendules de la compétition à l’heure zéro, celle de la naissance du cinéma, réhabilitant Lumière conte Meliès ; faisant œuvre de salubrité publique, en  libérant notre regard du trop plein visuel qui pollue notre champ de  vision. Un cinéma épuré ; avec distance, créant ainsi  un rapport d’échange apaisé  avec le spectateur. Un rossellinien revisité par Ozu
La terre de Hakim Belabbès
Après la bombe de Hicham Lasri, Headbang Llullaby,  qui a été un véritable coup sur la tête ayant traversé l’horizon du Roxy comme une étoile filante générant sublimation et émerveillement …on attendait l’événement qui pourrait l’accompagner dans cette échappée belle. Aujourd’hui, il y a Pluie de sueur de Hakim Belabess. Désormais, c’est une date. Comme   on parle de La terre de Youssef Chahine, on va parler de La terre de Hakim Belabbes. Les corps, la terre, les animaux, les éléments naturels, les silences, les absences, les lenteurs, les hésitations du jeune enfant trisomique… la fantasia sublimée de la clôture font du film une œuvre épique. Traversé d’une beauté du terroir avec ses signes et ses rites ancrés dans une culture, et porté par deux grands comédiens Fatemzahra Bennaceur et Amine Ennaji.  Un chapitre de la mythologie marocaine que rejoint  Addour de Ahmed Baidou qui replace le cinéma marocain face au miroir de l’histoire, celle occultée par l’historiographie officielle et que le cinéma a le devoir de restituer non pas sous l’emprise de la seule mémoire, mais comme  contribution au récit national. Une dimension absente de notre filmographie ; entreprise à laquelle  le film de Baidou apporte une « proposition cinématographique » pour reprendre le concept  forgé par Moumen Smihi du 44 ou le récit de la nuit. En restituant le récit de Zayd Ouhad, c’est toute une région, une langue et une culture qui sont rendues à l’histoire. Une réappropriation iconique et narrative d’une phase de notre histoire. Un contre-regard comme on dit un contre-chap par rapport à l’imagerie coloniale.  On peut discuter certains choix esthétiques ou  de mise en scène mais on ne peut que souligner ce geste cinématographique à l’égard de la périphérie. Y compris en termes de casting avec ses premiers rôles portés par d’excellents comédiens Atef et Berdouaz.
Un nouveau cinéma
My name is Adil de Adil Azzab et Le clair obscur de Khaoula Benomar (coécrit avec son époux Raouf Sbahi présent aussi en compétition officielle avec le séduisant Hayat) s’inscrivent en toute légitimité dans cette logique de nouveau cinéma. Une catégorisation qui est aussi une problématisation car leur réussite ouvre aussi la voie à des interrogations de nature à la fois esthétique et éthique ; voire que les questions d’esthétiques  qu’ils posent sont surtout  de nature éthique. Leur maîtrise technique n’est pas un signe à lire dans le sens d’une vision mais plutôt à décrypter comme un leurre. My name is Adil est l’illustration de ce cinéma que je défends, celui d’un cinéma pauvre, low cost. Epuré,  avec un dispositif réduit au strict minimum. Mais cette démarche original d’un réalisateur autodidacte qui filme son retour au pays de son enfance a été desservi par une esthétisation des images qui nuit au propos en le noyant dans un trop plein  visuel. Un cinéma formaté, globalisé inscrit dans le conditionnement esthétique dominant. La séduction qu’il a générée en est la meilleure illustration.
Le clair obscur, le film de Khaoula Benomar est le récit d’un non voyant, étudiant en journalisme et qui est animé du désir de devenir présentateur de Jt mais qui est confronté à plusieurs obstacles dont son origine sociale modeste et un père démissionnaire. Un récit de formation qui va être mené avec le soutien plus que généreux d’une jeune fille amoureuse de lui, issue elle d’un milieu aisé.  Le film va alors ouvrir la voie à une lecture symbolique celle de la bourgeoisie citadine bon chic bon genre qui va guider le peuple (le coacher) sur la voie d’un nouveau regard. C’est trop beau, trop clean pour être vrai. C’est un film estampillé société civile où la bourgeoisie récupère les valeurs humanistes sur la voie d’un monde où les classes sociales disparaissent sous l’effet de bons sentiments qui transcendent les barrières. Le film donne l’occasion à Latéfa Aherrare de livrer l’une de ses meilleures interprétations au cinéma. Pour revenir au couple Sbahi, les deux ayant filmé Aherrare, (Raouf dans Hayat), c’est  Khaoula qui en a tiré le meilleur rendu. Une question de feeling…ou de coaching (pourquoi tant de fautes dans les sous-titres en français et le mot cinéma dans l’enseigne de l’institut où étudie Nour a été retranscrit en tifinagh comme « chinéma »).
Salah Bensalah : l’homme du match
En attendant de revenir sur les films que nous n’avons pas encore vu (ceux du jeudi et du  samedi) et ceux dont on n’a pas parlé (les films de Bénani et de Ahed Bensouda notamment), un mot pour saluer des figures qui ont marqué cette édition, en premier lieu le comédien Salah Bensalah qui traverse cette édition avec détachement, nonchalance et hauteur marquant de son empreinte là où il apparaît; avec une très belle chute pour clore Un coup sur la tête du cinéaste qui l'a mis sur orbite, Hicham Lasri

Quant au « documentaire de Loubna Lyounssi, les miracles d’un serment (sur le calvaire vécu par les prisonniers marocains  dans les geôles des scissionnistes), nous étions nombreux dans la salle à venir le voir et saluer les protagonistes  dont certains étaient présents, malgré la concurrence d’un historique Barça-Psg. Le film mérite une autre place que d’entrer en concurrence avec les autres films. Le sujet est autrement plus délicat, plus sensible pour le livrer à l’appréciation d’un jury censé travailler sans pression. Il mérite d’emblée un prix honorifique,  une projection en clôture ou en ouverture mais pas en compétition officielle ; en outre, ces « héros sans gloire » vont-ils concourir pour le prix d’interprétation masculine ?  Dans ce cas, moi je le leur accorde sans hésitation et ni Aziz Hattab ni Amine Naji (excellents par ailleurs) n’y verront une injustice. Car la vraie on connait qui l’a subie…et continue à la subir.

les nouvelles questions du cinéma marocain

Quelles tendances après Tanger


Après les polémiques et les commentaires  qui ont accompagné, en toute logique, l’organisation et/ou le palmarès de la 18ème édition du festival national du film, il est utile d’aborder un autre niveau du débat : quelles sont les grandes tendances qui traversent le cinéma marocain aujourd’hui à la lumière des 15 longs métrages présentés lors de cette édition ?
Une question de nature stratégique qui prend toute son acuité eu égard aux mutations en cours et qui ont donné leurs premiers signes lors des éditions précédentes. Il y a en effet en premier lieu la mutation générationnelle qui a mis au devant de la scène un  nombre de plus en plus important de nouveaux cinéastes ; des jeunes réalisateurs qui ont entamé la grande aventure du long métrage. Une tendance « biologique » confirmée avec la dernière édition du FNF où pratiquement 13 réalisateurs sur 15 appartiennent à la génération des années 2000 et plus de la moitié appartiennent à l’actuelle décennie. Ce sont alors les enfants de la télé et du numérique qui prennent d’assaut l’expression cinématographique marocaine aujourd’hui. Trois paramètres me semblent orienter leur démarche. Ce sont des réalisateurs qui sont nés pratiquement avec la fin des salles de cinéma.  On peut affirmer sans grand risque d’erreur que nous sommes en présence d’une génération post-salle de cinéma qui a découvert le cinéma à travers d’autres supports ; imprégnée d’une cinéphilie « sauvage »  avec une consommation effrénée des images, sans mise en perspective historique et pédagogique.
C’est la génération de la youtubisation des images en termes de réception et de production. L’horizon public du film pour ces nouveaux cinéastes est la toile avec le souci non pas la notion de « spectateurs » qui a disparu avec la salle mais le nombre de « vues » et de « clickers ».  A Tanger, certains films portent déjà l’empreinte de cette « esthétique » dont le paradigme fondateur est le visuel : le cinéma de l’image contre le cinéma du plan. Les images soignés ; des drames destinés à ratisser large ; un jeu de comédiens  proche des sitcoms. D’une manière générale, la tendance « téléfilm » que nous avons relevée lors des deux dernières éditions se confirment et se renforcent avec l’arrivée des producteurs indépendants qui ont fait leur preuve dans la production pour la télévision (la productrice de l’émission Moudawala).
A un autre niveau, on peut parler d’une nouvelle géographie du cinéma marocain. Il y a un remodelage de la carte du cinéma avec le déplacement de son centre de gravité qui ne réside plus à Casablanca. Si la métropole blanche a été pendant longtemps le centre  à la fois économique et dramatique pour les récits cinématographiques des années 1990, on assiste aujourd’hui à l’émergence de nouveaux lieux de production de discours cinématographique avec une présence de plus en plus importante de Rabat. Cela ne va pas sans des conséquences stratégiques au niveau de l’écriture,  de la diégétisation de l’espace et le recours à de nouvelles figures cinématographiques au niveau des décors, des accessoires et des symboles… comme au niveau des personnages et de leur référentiel linguistique et culturel.
C’est une géographie qui s’élargit également à de nouvelles contrées comme la ville de Fès, le Rif, la plaine de Tadla et le Haut Atlas.
Au niveau de genres, le scénario marocain reste confiné dans les structures qui marchent : la comédie sociale et le mélodrame. Le réalisme étant la voie qui reste dominante.
 Il y a des films qui continuent bien sûr à défendre une ligne « auteuriste » avec toutes les conséquences esthétiques et dramatiques qui en découlent. Si Ahmed Maanouni et Hamid Bénani auteurs historiques ont changé de fusil d’épaule (la comédie pour le premier, le mélodrame pour le second) avec de fortunes diverses, Hicham Lasri et Hakim Belabbès ont fait preuve de cohérence et de continuité. Le cinéaste casablancais restant fidèle à sa démarche exploratrice à la fois du langage cinématographique et de l’imaginaire d’une époque, le fils de Boujad met son art au service des petites gens dans un hymne à la terre et à ses travailleurs. Les deux cinéastes s’imposant d’emblée comme des valeurs sûres d’une cinématographie sous de multiples influences. 


mardi 14 mars 2017

Tanger: un palmarès cinéphile et professionnel



C’est un palmarès cinéphile et professionnel qui clôt la 18ème édition du festival national du film. Il faut chercher longtemps dans l’histoire du festival pour trouver une pareille symbiose entre les attentes des cinéphiles et le verdict d’un jury. Fouad Laroui a fait gagner le cinéma. C’est une bonne nouvelle pour le cinéma marocain et pour un festival qui a subi les tirs nourris de différents détracteurs.
C’est ainsi que pour les Prix dits artistiques, les films qui ont marqué cette édition et que nous avions d'emblée défendus d’emblée se retrouvent aux premières marches du podium. Pour le grand prix, c’est une consécration quasi unanime pour Pluie de sueur de  Hakim Belabbès ; une œuvre épique et humaniste. Dès la fin de la projection, j’ai dit à mes amis « le jury peut dormir tranquille, il tient son grand prix ».  Le film a obtenu en outre le prix d’interprétation féminine pour l’excellente et généreuse Fatémazohra Bennaceur, très présente par ailleurs dans d’autres films, et le prix de la meilleure interprétation masculine, dans un second rôle, pour l’enfant trisomique Ayoub Khlafaoui.
Le Prix du jury est allé en toute légitimité à l’enfant terrible du cinéma marocain et qui ne cesse de bousculer son imaginaire, Hicham Lasri pour son Coup  sur la tête, une radioscopie des années Hassan 2 sous le signe de la satire et de la comédie noire. Projeté dès le premier jour, le film est resté en tête de la course comme une lumière éclairante. Il obtient également le prix de la meilleure interprétation masculine pour Aziz Hattab qui confirme sous la houlette de Hicham Lasri ses immenses talents.
Pour le prix de la réalisation, le jury a choisi de récompenser un historique de notre cinéma qui innove à chacune de ses nouvelles créations, Ahmed Maanouni qui a dopé le festival avec une comédie optimiste à la Frank Capra, La main de Fadma.
Deux jeunes cinéastes qui ont agréablement surpris le festival ont été récompensés, c’est Khaoula Benomar avec son Clair obscur dans le style de la nouvelle vague française et qui a certainement séduit le courant « société civile"  au sein du jury ; le film étant en effet un hymne à la solidarité intra-sociale pour sortir de l’obscurité à la lumière; il a obtenu le prix de la première œuvre : une reconnaissance pour une promesse qui vient. Le prix du scénario est allé à Mohamed Bouzaggou pour Iperita. Un film amazigh sur la guerre chimique que l’Espagne avait menée contre le Rif ; un film plein de belles choses dans son tissu de personnages, leur drame et leur rapport à la mémoire et à l’espace. j y a ai vu une inspiration à la Salah Abou Seif et Barakat le cinéma de l'âge d'or du réalisme égyptien
Les prix techniques donnent l’impression par contre d’avoir servi d’épreuves de rattrapage et de récupération en récompensant des films signés peut-être par des noms connus mais qui cette fois n’ont pas eu la main heureuse. Dommage que dans cette générosité on a omis un film qui revisite un pan oublié de notre histoire, Addour de Ahmed Baidou, sur le résistant zayd Ouhmad. Apparemment ce n’est pas encore son heure de gloire cinématographique.

Pour le court métrage, au sein d'une sélection pour une fois riches en pépites, Ulad Mhand et ses collègues ont opté pour les valeurs sûres, en récompensant des films de bonne facture technique et bien portés par de solides structures de production. Hicham Regragui avec Ima est en train de se forger une voie et un style, une bonne nouvelle pour le court métrage marocain en panne de leadership 

Albachado de Hassan Aourid

  L’intellectuel et le pouvoir ou la déception permanente ·          Mohammed Bakrim «  Avant d’être une histoire, le roman est une in...